/م30
{ فاستجاب له ربه} ما دعاه به وطلبه منه الذي دل عليه هذا الابتهال والالتجاء إليه وطوي ذكره إيجازا{ فصرف عنه كيدهن} فلم يصب إليهن ، فيحتاج إلى جهاد نفسه لكفها عن الاستمتاع بهن ، وعصمه أن يكون من الجاهلين باتباع هواهن{ إنه هو السميع} المجيب لمن أخلص له الدعاء ، جامعا بين مقامي الخوف والرجاء{ العليم} بصدق إيمانهم ، وما يصلح من أحوالهم ، فعطف استجابة ربه له وصرف كيدهن عنه بالفاء الدالة على التعقيب وتعليلها بأنها مقتضى كمال صفتي السمع والعلم ، دليل على أن ربه عز وجل لم يتخل عن عنايته بتربيته ، أقصر زمن يهتم فيه بأمر نفسه ومجاهدته ، ومؤيد لقوله تعالى في أول سياق هذه الفتنة{ والله غالب على أمره} .