قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ 33 فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
لما تبين ليوسف أن امرأة العزيز ما فتئت تراوده عن نفسه ،وتتوعده الحبس في السجن إذا لم يطعها ،لجأ إلى الله ؛فهو خير مستعان وعليه الاعتماد والتكلان .لقد راح يستعين بالله على ما نزل به من بلاء وفتنة لا يقوى على احتمالها إلا المعصومون والصديقون والأبرار وقليل ما هم .لقد جأر يوسف إلى ربه بالدعاء في خشوع وتذلل ،رب السجن أهون عل من إتيان الفاحشة وفعل ما تكره ،وإن لم تدفع عني يا رب هذه الفتنة النازلة بي وهذه المراودة التي تحيط بنفسي وأعصابي{أصب إليهن} صبا يصبو صبوة ؛أي مال إلى الجهل والفتوة{[2236]} .والمعنى: إنني أصبو إلى النساء فيما يردنه مني من سوء ومعصية ،وبذلك أكون من السفهاء الذين يعملون عمل الجاهلين .