قوله:{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} أي هذا هو الذي لمتني في حبي إياه وافتتاني به ،وهو الذي شغفكن الآن حبا حتى شغل قلوبكن فقطعن أيديكن لفرط ما أصابكن من إعجاب وافتتان{وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ} راودته امرأة العزيز ،أي طلبت منه أن يفعل بها الفاحشة ،لكنه عليه السلام استعصم ،أي طلب العصمة ،فإنها تمنع من ارتكاب المعصية ؛فهو بذلك قد استعصى وامتنع{[2234]} .وذلك إقرار كامل من امرأة العزيز ببراءة يوسف عليه السلام وأنه منزه مما قذفته به في أول الأمر وأن افتراءها عليه كان محض ظلم وبهتان .
قوله:{وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} ذلك وعيد فاضح من امرأة العزيز بعد أن خلعت عن نفسها شيمة الحياء والاحتشام وهاجت في قلبها ووجدانها سورة الحب المتأجج الأعمى فراحت تهدد يوسف قائلة: لئن لم يفعل ما آمره به من الفاحشة ؛فلسوف يكون جزاؤه السجن حيث الصغار والمذلة ؛فيكون فيه مع الأذلة من السارقين والآبقين{[2235]} .