قوله تعالى:{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ 52 *وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} اختلف المفسرون فيمن قال ذلك .فقد قيل: قالته امرأة العزيز ؛لأنه متصل بقولها{الآنَ حَصْحَصَ الْحَق} أي أنني أقررت بالصدق فأدنت نفسي بالذنب والمراودة ليعلم يوسف أنني{لم أخنه بالغيب} أي لم أكذب عليه حال غيابه ولم تهمه بالباطل وفعل الفاحشة{وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} لا يسدد مكرهم وخداعهم ولا يوفقهم في صنيعهم .
وقال أكثر المفسرون: إن هذا قول يوسف عليه السلام .وهو أن ما فعلته من رد الرسول الذي أرسله الملك إلي وعدم إجابته أو الخروج معه إلا أن يسأل الملك النسوة عن تقطيع أيديهم –إنما كان ذلك كله ليعلم العزيز أني لم أخنه في زوجته حال غيابه ،فإن الله لا يسدد عمل الخائنين الذين يخونون الأمانات .