قوله:{وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} إن كانت القائلة ذلك امرأة العزيز ؛فقد أقرت بالذنب واعترفت بمراودتها يوسف والاختلاق عليه ،معللة ذلك بأن من شأن النفس في حالات ضعفها وجنوحها أن تميل لفعل السوء إلا أن يعصمها الله برحمته وفضله .
أما إن كان القائل هو يوسف ،فمعناه: أنني لا أبرئ نفسي من الخطأ والزلل فأزكيها ؛فإن النفس الإنسانية تأمر صاحبها بما تشتهيه أو تهواه وإن كان ذلك في غير ما رضي الله{إلا ما رحم ربي} إلا من يرحمه الله فينجيه من براثن الهوى والشهوات المستنفرة التي تؤز صاحبها فعل المحظورات{إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الله جل وعلا يستر الذنوب والمعاصي ،ويصفح عن الزلات وما يقترفه العبد من الخطايا في حالات ضعفه وجنوحه ،إذا تاب وأناب{[2256]} .