{ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} .
هذا على أن هذا القول جاء على لسان يوسف ، وهو تخريج الزمخشري ، ويصح أن يكون ذلك استرسالا لقولها ، ويكون على مع هذا التخريج ، ليعلم يوسف أني لم أخنه بالغيب ، وأني أتهمته وأصررت على الاتهام ، وهأنذا أقر بالحق أمام زوجي وأمام الناس وأنا ما أبرئ نفسي ، إن النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي إن ربي لغفور رحيم .
وإني أميل إلى أن ذلك من كلام يوسف عليه السلام تبرئة لنفسه أمام العزيز ، ولأنه قوله{ إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم} هي التي تليق بمقام النبوة ، وقوله:{ إن النفس لأمارة بالسوء} فيه إشارة إلى{ ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه . . . .24} وفي إشارة إلى جيشان الغريزة ، ثم كفها ، لما رأى برهان ربه ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
تمكينه من ولاية مصر
قال تعالى: