وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين54قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم 55 وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين 56 ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون 57 وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون58 ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين 59 فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون60قالوا سنراود أباه وإنا لفاعلون61 وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون62
من غيابت السجن إلى ملك مصر
سار بهداية الله ، وتحت عين الله ورعياته من الجب حتى قال الملك:{ ائتوني به أستخلصه لنفسي} ، أي أجعله خالصا لنفسي أوسد إليه من الأمور ما أصلح به أمري ، وهذا يدل على أن ملوك مصر حتى في عهد الفراعنة ، يتخيرون الرجل ليضعوه في المكان الذي يصلح به الأمر ، لا كطاغية ظهر في عصر ، يعطي الأمر غير أهله ، ولا يختار من تكون له كفاءة خاصة .
اختار يوسف ليكون بجواره ، فلما كلمه ، قال:{ إنك اليوم لدينا مكين أمين} ، ومكين أي ثابت لك مكانة وممكن في الأمور نأتمنك على كل شيء .
ويوسف الصديق عليه السلام عرف مما علمه ربه المكان الذي يستطيع به إصلاح الأمور ، وعرف مما عبر من رؤيا تعلم تعبيرها من الله كيف أمر اقتصادها ولذا قال: