فأرسل الملك إلى النسوة وإلى المرأة العزيز ،وكان العزيز قد مات ،فدعاهن الملك ثم{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ}{خطبكن} يعني شأنكن .و{راودتن} من المراودة وهي الطلب في تلطف ومخادعة ؛أي ما خطبكن وما شأنكن{أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ} يوم الضيافة ؟!{قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ} أي معاذ الله ما علمنا على يوسف من ذنب أو فاحشة .
قوله:{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}{حصحص} أي بان وظهر{[2255]} .فبعد اعتراف النسوة ببراءة يوسف وطهره بادرت امرأة العزيز لتقر مثلهن فقالت: الآن ظهر الحق وانكشف{أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ} وإنه لصادق فما قاله .