قوله تعالى:{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ 50 قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} هذا إخبار من الله عن ملك مصر لما رجعوا إليه بتعبير ما رآه فأعجبه ،وأثاره ما سمعه عن فطانة يوسف وصدق تأوليه وكمال خلقه فقال:{ائْتُونِي بِهِ} أي خرجوه من السجن ليجيء إلي هنا .{فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ} فأبي يوسف أن يخرج إليه حتى يعلم الملك أنه بريء مما اتهموه به ،ومنزه عما نسبوه إليه من الفحش ،وأن سجنه ما كان إلا ظلما وعدوانا ،وأن ما قالوه في حقه عن امرأة العزيز ليس إلا افتراء وباطلا .
قوله:{مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} أي ما شأن النساء اللاتي قطعن أيديهم بالسكاكين ،والمرأة التي سجنت أنا من أجلها{إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيم} إن الله عليم بمكرهن وما فعلنه ب من تمحل ومكايدة .