{ وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم50} .
طمأن الملك بعلم حقيقي مما علمه ربه ، فأرسل إليه ليأتوه به ، ولكن الكريم ابن الكريم لا يذهب إلا مبرأ من كل إثم ، وإلا مبينا أنه كان مظلوما بهذا السجن ، وأنه كان فريسة كيد النساء ، وإن الله تعالى عليم بكيدهن .
طلب منه التحقيق في سبب إلقائه في السجن:قال:{ ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} لقد كادوا لي{ إن ربي بكيدهن عليم} ذكر النسوة اللاتي قلن{ امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه} ، وخرج عليهن فجرحن أيديهن ، اسأله ما بالهن أي ما حالهن ، ومآل أمرهن .
سأل عن النسوة ، ولم يسأل عن امرأة العزيز ، وهي التي كانت الأصل فيما نزل به ، وقد أدخل السجن لستر الأمر ومنع الناس من أن يتحدثوا به ، ويجعلوه ملهاة مجالسهم وسمرهم ، وذلك أولا لأن تحقيق مآل النسوة يجر إلى الكلام في امرأة العزيز ؛ لأنه مترتب على ما كان من امرأة العزيز ، وثانيا ، لأنه لم يرد أن يفاجئ الملك بأمر يمس شخصه ، فلم يذكره ، لأنه نتيجة للبحث في أمر النسوة ، ولا يقوم هو بالاتهام إكراما للملك ، فقد أحسن مثواه ، ولكي لا يشنع عليها ، ولكيلا يحرجه أمام الناس في اتهام امرأته .
استجاب الملك لسؤال يوسف الصديق فقال لهن: