{ ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله} سألهن الملك ما الخطب الشديد الذي ظهر منكن ، إذ راودتن يوسف عن نفسه ، فأجبن بالنفي عن أن يوسف بوصف فيه سوء ، لأنهن ما علمن عليه من سوء فاكتفين بالرد ببراءته ، ولم يتعرضن لأمرهن ومعنى{ حاش لله} تنزيها له لأجل الله تعالى ، مع التعجب من عفته وبراءته .
هذا ما كان منهن ، وموقفهن في هذا المقام سلبي ، أما امرأة العزيز فقد تحرك ضميرها ، ونفسها اللوامة ، فقالت مخبرة بالإيجاب بالنسبة لها وله{ قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين 51 ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين52}اشتمل كلام امرأة العزيز على ثلاثة أمور كلها إيجابي ، وليس سلبيا .
الأمر الأول:قوله:{ الآن حصحص الحق} أي الآن ثبت الحق واستقرت الأمور ، وعرفت على حقيقتها ، وحصحص:معناها استقر الحق ، مأخوذ من حصحص البعير إذا أناخ في مباركه واستقر .
الامر الثاني:اقرارها بانها راودتهعن نفسه
الأمر الثالث:أن يوسف كان هو الصادق عندما قال:{. . . .هي راودتني عن نفسي . . . .26} وكان قولها موافقا تمام الموافقة لما انتهى إليه الحكم الذي كان من أهلها ، وقال إن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين .
وقوله تعالى: