{مَا خَطْبُكُنَّ}: الخطب: الأمر الذي يعظم شأنه .
{حَصْحَصَ}: بانت حصة الحق .
حصحص الحق وظهر
وأرسل الملك في استدعاء النسوة ،ومن بينهن امرأة العزيز{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ} هل رأيتن فيه سوء ، اً واستجابةً لهذا النوع من الإغراء ؟وهل قام بمبادرة معيّنة في هذا الاتجاه ؟فليس من الطبيعيّ ألاّ يكون له دخلٌ في هذا الجو العابق بالشهوة والإغراء ،ما شأنكن في ذلك كله ،وما دوركنّ فيه ؟{قُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ} فلم تكن المراودة منّا له نتيجة لقبوله بذلك ،واستعداده للتجاوب ،لأننا لم نلمح في نظراته وفي حركاته ،وفي طريقته في الكلام ،وبالتصرف أيّ شيء يوحي بالسوء من ناحية الأخلاق ،فقد كان بناؤه الأخلاقي ثابتاً متيناً ،وبهذا برّأن يوسف من كل ما نُسب إليه .
وتوجهت الأنظار إلى امرأة العزيز التي لم تعبّر بعدُ عن نظرتها للمسألة ،وهي المسؤولة الأولى عما حصل ،ولكنها عاشت يقظة ضمير ،ووقفت وجهاً لوجه أمام الحقيقة ،{قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} وظهر ،ولا بدّ لي من الاعتراف به ،لما أعيشه من تأنيب الضمير ،نتيجة ما سببّته له من آلام ومشاكل خارج السجن وداخله ،جراء الاتهامات الباطلة التي نسبتها إليه في محاولة الاعتداء عليّ ،{أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} في نفيه التهمة عن نفسه ،وإثباتها عليَّ ...وهكذا حصل يوسف على الاعتراف الواضح الصريح بشكلٍ لا يقبل الشك ،