عاد المبعوث من قبل الملك إلى يوسف مرّة ثانية إلى الملك ،وأخبره بما طلبه يوسف مع ما كان من إبائه وعلوّ همّته ،لذا عظم يوسف في نفس الملك وبادر مسرعاً إلى إحضار النسوة اللائي شاركن في الحادثة ،والتفت إليهنّ ( وقال ما خطبكنّ إذ راودتن يوسف عن نفسه ) يجب أن تقلنَ الحقّ ..هل ارتكب يوسف خطيئة أو ذنباً ؟
فتيقّظ فجأةً الوجدان النائم في نفوسهنّ ،وأجبنه جميعاً بكلام واحدمتّفق على طهارته و ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) .
أمّا امرأة العزيز التي كانت حاضرة أيضاً ،وكانت تصغي بدقّة إلى حديث الملك ونسوة مصر ،فلم تجد في نفسها القدرة على السكوت ،ودون أن تُسأل أحسّت بأنّ الوقت قد حان لأنّ تنزّه يوسف وأن تعوّض عن تبكيت وجدانها وحيائها وذنبها بشهادتها القاطعة في حقّه ،وخاصّة أنّها رأت كرم يوسف المنقطع النظير من خلال رسالته إلى الملك ،إذ لم يعرّض فيها بالطعن في شخصيتها وكان كلامه عامّاً ومغلقاً تحت عنوان «نسوة مصر » .
فكأنّما حدث انفجار في داخلها فجأةً وصرخت و ( قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصادقين ) .