قوله:{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ}{فصلت} بمعنى خرجت .فصل من البلد فصولا ؛إذا انفصل منه وجاوز حيطانه .والمعنى: أنه لما خرجت قافلة بني يعقوب من عند يوسف ميممة شطر ديار الشام حيث يقيم يعقوب ؛فغنه في هذا الأوان من فصول العير وخروجها من مصر قال يعقوب وهو ينظر بنور الله ،أو أنه جيء إليه الإخبار من السماء{إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} يعني أشم ريحه .قال ابن عباس في تأويل ذلك: هاجت ريح فجاءت بريح قميص يوسف إلى أبيه يعقوب فقال:{إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} من الفند ،بفتحتين ،وهو الكذب .وهو أيضا ضعيف الرأي من الهرم .والفعل أفند .والتفنيد معناه اللوم ،وتضعيف الرأي{[2296]} قال ابن عباس في قوله:{لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} لولا تسفهون ،والفند هو السفه .وقيل: لولا تكذبون ،والفند الكذب .وقد أفند إفنادا أي كذب .وقيل: التنفيد نسبة إلى الفند وهو الخرف وإنكار العقل من هرم .