{فَصَلَتِ}: تجاوزت المكان الذي كانت فيه .
المفاجأة الصارخة
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} وتحركت القافلة من المكان الذي كانت فيه ،وسارت في اتجاه أرض كنعان ،حيث يسكن يعقوب ،{قَالَ أَبُوهُمْ} لمن حوله من أولاده الباقين معه ،أو للناس الذين يحيطون به{إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} وأُحسّ بها ،كما لو كان إلى جانبي ،{لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} أي تسفهون رأيي وتنسبونني إلى الخرف وضعف الرأي .وربما كان المراد من إحساسه بريح يوسف ظاهرها ،وهي الرائحة التي يحملها الثوب ،فتكون القضية على وجه الإعجاز ،لأن المسافة بين المكانين ،هي مسيرة ثمانية أيام أو عشرة ؛وربما يكون الأمر على سبيل الكناية في ما كان يفكر به من قرب لقائه به ،في حالة من حالات الصفاء الفكري والروحي تؤهله لأن يحسّ بالشيء كما لو كان معه ،ينظر إليه ،ويشمّ رائحته… وقد يكون هذا الاحتمال أقرب إلى جوّ الآية الثانية ،لأن الأمر لو كان على حسب الظاهر ،لكان مثار استغراب بطبيعته ،أكثر مما يكون مستغرباً بمدلوله ،والله العالم .