قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} .
بعد أن ذكر حال السعداء من أهل الإيمان والصلاح وما أعد لهم من جزيل الثواب وخير العطاء في الجنات ،شرع في بيان حال الأشقياء وما صاروا إليه من شنيع العاقبة وسوء الدار .فالأولون كانوا موفين بعهودهم ولم ينقضوا منها شيئا ،وكانوا من أهل الوصل والتقوى وفعل الطاعات والعبادات .أما هؤلاء الخاسرون ؛فإنهم خائنون عصاة بنقضهم ما عاهدوا الله عليه .وقطعهم ما أمر الله بوصله من الأرحام وفعل الخيرات والطاعات .وكذلك كانوا مفسدين في الأرض بإشاعة المنكر والباطل بكل صوره وأشكاله{أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} هؤلاء الأشقياء الظالمون الذين خسروا أنفسهم فأوردوها شر مورد من النار وبئس القرار{لهم اللعنة} الإبعاد من الخير والرحمة ليكونوا مع الخاسرين والتعساء{لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} أي يصيرون إلى سوء العاقبة وهي النار{[2350]} .