التّفسير
المفسدون في الأرض !
بعد ما ذكرت الآيات السابقة صفات اُولي الألباب ودعاة الحقّ ،أشارت هذه الآيات إلى قسم من الصفات الأصليّة للمفسدين الذين فقدوا حظّهم من العلم والمعرفة حيث يقول جلّ وعلا: ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أُولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) .
في الحقيقة يتلخّص فساد عقيدتهم في الجمل الثلاث الآتية:
1نقض العهود الإلهيّة: وتشمل المواثيق الفطرية والعقليّة والتشريعيّة .
2قطع الصلات: وتشمل الصلة مع الله والرسل والناس ومع أنفسهم .
3الإفساد في الأرض: وهو نتيجة حتمية لنقض العهود وقطع الصلات .
أو ليس المفسد هو الذي ينقض عهد الله ويقطع الصلات ؟!
فهذا السعي من قبل هذه المجموعة من الأفراد بهدف الوصول إلى الأغراض المادّية ،وعوضاً أن تصل بهم هذه الجهود المبذولة إلى الأهداف النّبيلة تُبعدهم عنها ،لأنّ اللعن هو عبارة عن الابتعاد من رحمة الله{[1942]} .
ومن الظريف أنّ الدار هنا وفي الآية السابقة جاءت بصيغة مطلقة ،وهذه إشارة إلى أنّ الدار الحقيقيّة هي الدار الآخرة ،وأي دار ما عداها فانية وزائلة .
/خ26