قوله تعالى: ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) وهذه إشارة لاُولئك الذين يسعون للحصول على دخل أكثر فهم يفسدون في الأرض وينقضون عهد الله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل لكي يزيدوا من دخلهم المادّي ،وهم غافلون عن هذه الحقيقة وهي أنّ الرزقفي زيادته ونقصهبيد الله سبحانه وتعالى .
وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون هذه الجملة جواباً على سؤال مقدّر ،وهو: كيف أنّ الله سبحانه وتعالى يرزق كلّ هؤلاء الناس الصالح منهم والطالح من فيض كرمه .
والآية تجيب على هذا السؤال وتقول: ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ) ومع ذلك فهو متاع قليل وزائل ،وما ينبغي السعي إليه هو الآخرة والسعادة الأبديّة .
وعلى أيّة حال فإنّ المشيئة الإلهيّة في مجال الرزق هي أنّ الله سبحانه وتعالى لا يبسط الرزق لأحد بدون الاستفادة من الأسباب الطبيعيّة له «أبى الله أن يجري الأُمور إلاّ بأسبابها » .
ثمّ تضيف الآية ( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ متاع ) .
وقد ذكر «متاع » بصيغة النكرة لبيان تفاهة الدنيا بالمقارنة مع الآخرة .
/خ26