قوله: ( وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه ) ما ،في موضع جر ،لأنه معطوف على ( ذلك ) وتقديره: إن في ذلك وما ذرأ لكم .وقيل: ما ،في موضع نصب .والتقدير: وسخر ما ذرأ لكم في الأرض{[2503]} ،أو وخلق لكم ما ذرأ لكم في الأرض من حيوان ونبات ومعادن .و ( ذرأ ) أي فطر وأنشأ .والذرء إظهار الشيء بإيجاده .
قوله: ( مختلفا ألوانه ) أي أصنافه .وهو قول كثير من المفسرين ؛فإنه يعبر بالألوان عن الأجناس والأنواع .وقيل: المراد المعنى الحقيقي ؛أي مختلفا ألوانه من البياض والسواد وغيرهما من الألوان .والأظهر العموم ؛فقد جعل الله ما في الأرض مختلف الأصناف والألوان ليتحقق للعباد ما يبتغونه من ضروب المنافع والمصالح .
قوله: ( إن في ذلك لآية لقوم يذكرون ) ( يذكرون ) ،أصلها يتذكرون فأدغمت التاء في الذال .والمعنى: أنه فيما ذرأه الله على هذه الحال من اختلاف الألوان والأصناف ( لآية لقوم يذكرون ) أي لهو علامة ظاهرة ودلالة مكشوفة يعيها المتعظون المعتبرون{[2504]} .