قوله: ( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ) الكاف للخطاب ،وهذا في موضع نصب مفعول به .والمعنى: أخبرني عن هذا الذي فضلته علي لم فضلته وأنا خير منه ؛فقد خلقتني من نار وخلقته من طين .وهذا لون آخر من ألوان التمرد الفاجر يجترئ به إبليس على ربه وهو يسأله هذا السؤال الظالم .
قوله: ( لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته ) يتوعد إبليس ذرية آدم بالإضلال والإغواء وهو يقول لربه في اجتراء لئيم: لئن أخّرت إهلاكي إلى يوم القيامة لأستولينّ على ذرية آدم فلأضلنهم ولأطغينهم فيزيغوا عن ملة التوحيد ويجنحوا للشرك والمعاصي ( إلا قليلا ) وهم المعصومون من الفتنة الناجون من الضلال ،الذين يستقيمون على المحجة الصحيحة وهي الإسلام .جعلنا الله من زمرتهم{[2709]} .