قوله تعالى{قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا}
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{لأحتنكن ذريته إلا قليلا} يقول لأستولين .
اخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله{لأحتنكن ذريته إلا قليلا} يعني: لأحتوين .
قال الشيخ الشنقيطي: وهذا الذي ذكر جل وعلا عن إبليس في هذه الآية من قوله{لأحتنكن ذريته} الآية ،بينه أيضا في مواضع أخر من كتابه كقوله{لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتيناهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} وقوله{فبعزتك لأغوينهم أجمعين} إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه في سورة النساء وغيرها ،وقوله في هذه الآية{إلا قليلا} بين المراد بهذه القليل في مواضع أُخر كقوله{لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} وقوله{لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} كما تقدم إيضاحه .