/م61
المفردات:
أرأيتك: أي: أخبرني .
هذا الذي كرمت علي: أي: أهذا الذي كرمته علي .قال احتقارا واستصغارا لشأنه .
لأحتنكن: من قولهم: حنك الدابة واحتنكها ؛إذا جعل في حنكها الأسفل حبلا يقودها به ،كلأنه يملكهم كما يملك الفارس فرسه بلجامه .
التفسير:
62-{قال أرأيتك{[424]} هذا الذي كرمت علي ...}
أي: أخبرني عن هذا الذي كرمه علي ،بأن أمرتني بالسجود له ،لم كرمته علي ؟أو المعنى: أخبرني أهذا الذي كرمته علي ؟!
{لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن{[425]} ذريته إلى قليلا} .
أي لأعمنهم وأهلكنهم بالإغراء إلا المخلصين .ولأستولين عليهم استيلاء من جعل في حنك الدابة الأسفل حبلا يقودها به فلا تأبى عليه .
وجاء في تفسير الخطيب:
فإن قيل: كيف ظن إبليس هذا الظن الصادق بذرية آدم ؟أجيب: بأوجه:
الأول: أنه سمع الملائكة يقولون: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ،فعرف هذه الأحوال .
الثاني: أنه وسوس إلى آدم ولم يجد له عزما ،فقال: الظاهر أن أولاده يقولون مثله في ضعف العزم{[426]} .
الثالث: أنه عرف أنه مركب من قوة بهيمية شهوية ،وقوة وهمية شيطانية ،وقوة عقلية ملكية ،وقوة سبعية غضبية{[427]} .