{وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ( 61 ) قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ( 62 ) قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ( 73 ) واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ( 64 ) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا 65 )}
/م61
التفسير:
61-{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا ...} الآية .
{وإذ قلنا للملائكة} حين خلقنا أباك آدم وفضلناه:{اسجدوا لآدم ؛تحية وتكريما ؛{فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا}{[422]} .
وفي سورة ص قال إبليس:{قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} .( ص: 76 ) .
قال الخطيب الشربيني:
فكفر بنسبته لنا إلى الجور متخيلا أنه أفضل من آدم- عليه السلام- من حيث إن الفروع ترجع إلى الأصول ،وأن النار التي هي أصله أكرم من الطين الذي هو أصل آدم ،وذهب عنه أن الطين أنفع من النار ،وعلى تقدير التنزل فالجواهر كلها من جنس واحد ،والله تعالى هو الذي أوجدنا من العدم ،يفضل بعضها على بعض بما يحدث فيها من الأعراض ،وقد ذكر الله تعالى هذه القصة في ست سور ،وهي: البقرة ،والأعراف ،والحجر ،وهذه السورة ،والكهف ،وطه .والكلام المستقصي فيها قد ورد في سورة البقرة ،ولعل هذه القصة إنما كررت ؛تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ؛فإنه كان في محنة عظيمة من قومه وأهل زمانه ،فكأنه تعالى يقول: ألا ترى أن أول الأنبياء هو آدم- عليه السلام- ثم إنه كان في محنة شديدة من إبليس .
وأن الكبر والحسد كل منهم بلية عظيمة ومنة عظيمة للخلق{[423]} .