/م61
الآية تقول: ( وإذ قُلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إِلاَّ إِبليس ) .لقد قُلنا سابقاً في نهاية الآيات الخاصّة بخلق آدم( عليه السلام ): إِنَّ هَذِهِ السجدة التي أمر الله تعالى بها هي في الحقيقة نوع مِن الخضوع والتواضع بسبب عظمة خلق آدم( عليه السلام ) وَتميزه عن سائر الموجودات ،أو هي سجود للخالق جلّ وعلا في قبال خلقه لهَذا المخلوق المتميز .
وقلنا هُناك أيضاً: إِنَّ إِبليس وَبرغم ذكره هُنااستثناءاً مَع الملائكة ،إِلاَّ أنَّهُبشهادة القرآنلم يكن مِن الملائكة ،بل كانَ مخلوقاً مادياً ومِن الجن ،وَقد أصبحَ في صف الملائكة بسبب عبادته لله .
على كل حال ،فقد سيطر الكبر والغرور على إِبليس وتحكّمت الأنانية في عقله ،ظناً مِنهُ بأنَّ التراب والطين اللذان يعتبران مصدراً لكل الخيرات وَمنبعاً للحياة أقل شأناً وأهمية عن النّار ،لذا اعترض على الخالق جلَّ وَعلا وَقال: ( قالَ ءَأَسْجد لمن خلقت طيناً ) .
/خ63