{لأَحْتَنِكَنَّ}: لأقودنّ .مأخود من تحنيك الدابة ،إذا شدّ على حنكها الأسفل بحبل يقودها به .أو لأقتطعنهم من الأصل ،من احتنك الأرض إذا جرّد ما عليها .
{قَالَ أَرَأيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} أي أخبرني عن هذا المخلوق الذي فضَّلته عليّ ،كيف كرَّمته عليّ وأنا في المستوى الأعلى بالنسبة إليه .{لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} أي لأستأصلنهم بالإغواء ،وبذلك أبعدهم عن رحمتك ،وأنزلهم عن هذا المستوى الذي رفعتهم إليه ،وأردتهم أن يديروا به الأرض من خلال وحيك ،وأن يخضعوها لإرادتك ،وأن يرتفعوا إليك بالطاعة ...{إَلاَّ قَلِيلاً} منهم ،ممّن يرتفع إلى مستوى عقله ،ولا يخضع لنداء شهوته ،ولكنه يتوازن فيعطي للشهوة دورها في حركة الحياة في الجسد ،بما يلبي حاجته الطبيعية ،ويمنع عنها حريتها ،في ما يهدد حياتها وطهرها وصفاءها في آفاق الروح ،ويتحرك في اتجاه الدور الطبيعي المميز الذي خلقه الله من أجله ،وهو الخلافة في الأرض .