قوله تعالى:{ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا} الضمير في ( أشهدتهم ) يعود على الشركاء وهم الآلهة المزيفة والأنداد المصطنعة التي عبدها هؤلاء المشركون من دون الله .
والمعنى: أن هؤلاء الشركاء الذين عبدتموهم ليسوا إلا خلقا أمثالكم فلم أشركهم في الإلهية .ولو أشركتهم فيها لكانوا شركاء في خلق السماوات والأرض وكانوا مشاهدين خلق ذلك .لكنهم لم يشاهدوا خلق ذلك ولم يشاهدوا خلق أنفسهم ،فكيف تعبدونهم .
قوله: ( وما كنت متخذ المضلين عضدا ) العضد ،من المعاضدة وهي المعاونة والمناصرة .اعتضد به أي استعان{[2833]} .
أي لست مستعينا بالمخلوقين ،وخص المضلين بالذكر لزيادة الذم والتوبيخ .والمعنى: ما استعنت بشركائكم المضلين على خلق السماوات والأرض وما كنت متخذا لي منهم أعوانا ؛فإني أنا الخالق القادر المنزه عن الشركاء والأعوان والأقران .