/م50
المفردات:
العضد: أصله ما بين المرفق إلى الكتف ويستعمل بمعنى: المعين كاليد ونحوها ،وهو المراد هنا .
51-{ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ...}
أي: ما أشهدت هؤلاء الشياطين ،خلق السماوات والأرض ؛فأنا الملك الخالق الرازق الموجود ،بيدي الخلق والأمر ،والإيجاد والإعدام والهداية والضلال .
فالعبادة والطاعة ينبغي أن تتوجه لي وحدي ؛قال تعالى:{الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} .( الأنعام: 1 ) .
فهو خالق الكون كله ،وموجده من العدم ،ولكن الذين كفروا يعدون يتركون عبادة الله ،إلى عبادة أوثان أو شياطين ؛لم تخلق ولم ترزق ؛فلا تستحق العبادة .
{ولا خلق أنفسهم} .أي: لم أشهد بعضهم خلق بعض ؛فهم عبيد أمثالهم ،فكيف تعبدونهم ؟!
وقصارى ذلك: ما أطلعتهم على أسرار التكوين ،وما خصصتهم بخصائص لا تكون لسواهم ؛حتى يقتدي الناس بهم ،فأنا المستقل بخلق الأشياء كلها ومدبرها ،ليس لي في ذلك شريك ولا وزير .
{وما كنت متخذ المضلين عضدا}
أي: لم أتخذ الشياطين أعوانا لي في الخلق ،فكيف تطيعونهم من دوني ؟!
والله سبحانه وتعالى غني عن الناس أجمعين ،وليس له أعوان لا من المضلين ولا من المهتدين ؛وإنما خص المضلين بالذكر ؛زيادة في ذمهم ،وتوبيخهم ،وتقريعا لأمثالهم .
أي: كيف تعبدون الشيطان وهو ضال مضل ،وليس له فضل عليكم ؛بل هو مخلوق مثلكم ،وأنا لا أتخذه مساعدا يعضدني ويقويني .
والعضد بفتح العين وضم الدال: في الأصل يطلق على العضد المعروف ما بين المرفق إلى الكتف ،ويستعار للمعين والناصر ،فيقال: فلان عضدي أي: نصيري .
ومنه قوله تعالى لنبيه موسى:{سنشد عضدك بأخيك ...} .( القصص: 35 ) أي سنقويك ونعينك بأخيك هارون ؛وذلك لأن اليد قوامها العضد ؛فإذا فقدته ؛أصابها العجز .