قوله: ( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات ) ( زللتم ) ،زل فعل ماض والتاء في محل رفع فاعل ،والميم للجمع .وهي من الزلل ومعناه الانحراف والتنحي عن الصراط المستقيم .و ( البينات ) هي البراهين والمعجزات والحجج التي جاء بها القرآن العظيم .
والمعنى أنكم إذا انحرفتم عن دين الله وعن شرعه وتعاليمه بعد أن سمعتم بالأدلة والبراهين الدامغة على صدق هذا الدين ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) فهو عزيز أي قوي قادر ،ولا يتمنع عليه شيء يريده .وهو حكيم في أمره وتقديره وما يفرضه أو يفضله ،فليس من شيء أو فعل أو تقدير يصدر عنه عبثا من غير قصد أو معنى ،وإنما هو في ذلك كله له الحكمة البالغة التي قد ندرك جزاء منها ثم نغفل عن أكثرها .{[288]}