{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}
المفردات:
فإن زللتم: أي فإن انحرفتم عن الصواب .
البينات: الآيات الواضحة .
المعنى الإجمالي:
فإذا انحرفتم عن هذا الطريق الذي دعيتم إليه جميعا من بعد ظهور الحجج القاطعة على أنه طريق الحق ،فاعلموا أنكم مؤاخذون بهذا الانحراف لأن الله عزيز يعاقب من يعرض عن سبيله ،حكيم يقدر العقوبة بقدرها .
التفسير:
فإن تنحيتم عن طريق الحق وعدلتم عنه إلى الباطن ،من بعد أن ظهرت لكم الأدلة المفرقة بين الصواب والخطأ ،والتي تدعوكم إلى إتباع طريق الحق فاعلموا أن الله: عزيز لا يقهره ولا يعجزه الانتقام ممن زل حكيم لا يترك ممن تقتضيه الحكمة وإنما يضع الأمور في مواضعها .
وقال الفخر الرازي ،وقوله: فاعلموا أن الله عزيز حكيم نهاية في الوعيد ،لأنه يجمع من ضروب الخوف ما لا يجمع الوعيد بذكر العقاب وربما قال الولد لولده: إن عصيتني فأنت عارف بي وأنت تعلم قدرتي عليك وسطوتي ،فيكون هذا الكلام في الزجر أبلغ من ذكر الضرب وغيره( 144 ) .
* * *