قوله: (وعلم آدم الأسماء كلها (آدم من الأديم وهو وجه الأرض حيث التراب أو الطين الذي خلق منه أبو البشر ،وثمة أقوال أخرى للعلماء في أصل هذه الكلمة ،وذلك كقوله تعالى: (إني خالق بشرا من طين (وقوله: (خلق الإنسان من صلصل كالفخار (وقوله: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (.
أما تعليم آدم الأسماء كلها فإن ذلك موضع خلاف بين العلماء والمفسرين في ماهية هذه الأسماء وفي حقيقتها ،ولعل أصوب هذه الأقوال هو أن الله جلت قدرته قد علم آدم الأسماء التي يتعارف بها الناس مثل: إنسان وأنعام وأرض وسماء وبحر وبر وسهل وجبل وماء وتراب وطعام وهواء وزرع وثمر وذكر وأنثى وخير وشر وصدق وعدل وغير ذلك مما عرفته البشرية ،ذلك هو القول الذي يمكن الركون إليه وترجيحه وإن كان قد ورد غير ذلك في المقصود من الأسماء والله أعلم .
قوله: (ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء (عرض الله المسميات على الملائكة وطلب منهم أن يكشفوا عن أسماء هذه المسميات ،وذلك على سبيل الامتحان لهم ،كيما يعلموا فيما بعد أن هناك من خلائق الله من هم أعلم منهم أو من هم أعظم منهم درجة وهؤلاء هم النبيئون وذلك على القول الذي يذهب الى تفضيل النبيين على الملائكة .
وقوله: (إن كنتم صادقين (وذلك في زعمكم أنه لم يخلق أحد يبعد أعلم منكم ،وفي قول آخر لابن عباس: إن كنتم صادقين في قولكم إن آدم وذريته سوف يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء .