وقد بين الله تعالى ما أودعه نفس الإنسان من العلم بالأشياء أو الاستعداد للعلم بها ، أو أودع نفسه الاستعداد بعلمه بالأشياء كلها مما لا يعلمون هم ، فقال تعالى:
{ وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ( 31 ) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( 32 ) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ( 33 )} .
والأسماء هي الأشياء من قبيل ذكر الاسم وإرادة المسمى ، إن جهل الملائكة بأسماء الأشياء وعلم آدم بها هو الأمر الذي ميز آدم على الملائكة ، خلقوا للطاعة ، ولا يعلمون طبائع الأشياء والوجود الأرضي إلا ما أعلمهم الله تعالى إياه ،أما آدم فإن الله تعالى أودعه القدرة على العلم بالأشياء ، وكان في طبيعة نفسه التي أوجدها الله تعالى العلم بالأجناس أو مثلها . فالإنسان يولد وفي استعداده العلم بالمثل في هذه الأرض كما قال تعالى:{ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة . . . ( 78 )} [ النحل] .
بهذه الخاصة التي وهبها الله تعالى للإنسان ، وهي الاستعداد للمعرفة والعلم بكل ما في الأرض ، فكان بذلك ممتازا على الملائكة ويتبعهم الجن .