آدم أبو البشر ،وجمعُه: أوادم ،يجوز أن يكون لفظه عربيا ،واشتقاقه من الأُدمة ،وهي: السُّمرة الشديدة ،أومن أديم الأرض أي: قشرتها ،لأنه خُلق من تراب ،«إن الله خلق آدم من قبضة قَبَضَها من جميع الأرض ،فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،منه الأحمر ،والأبيض ،وبين ذلك ،والسهلُ ،والحزن ،والخبيث والطيب » .
وقال السهيلي في «الروض الأُنُف »: قيل: إن آدم عربي ،أو عبراني ،أو سرياني ،( وهذا ظنّ مردود ،والحقيقة لا يعلمها إلا الله ) .
وعلّمه أسماء جميع الأشياء وخواصها ،وأودع في نفسه علم جميع الأشياء من غير تحديد ولا تعيين ،( ونحن نصرف ذلك إلى أنه أودع فيه القدرة على الإدراك والتمييز ،لا علّمه لفظاتٍ معينة في لغة بعينها ) .
وبعد أن علّمه أسماء الأشياء وخواصها ،ليتمكن في الأرض- عرض هذه الأشياء على الملائكة ،وقال لهم: أخبروني بأسماء هذه الأشياء وخواصها ،إن كنتم صادقين في ظنّكم أنكم أحقُّ بخلافة الأرض من هذا المخلوق الجديد ،انطلاقا من واقع طاعتكم لي وعبادتكم إياي .