وقوله: ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون(.
ثمة خلاف بين أئمة التفسير في المقصود بالموصوف في هذه الآية ،فقد قيل إنهم أهل الكتاب الذين آمنوا بهذا النبي وما أنزل عليه من كتاب وما أنزل على النبيين من قبله ،أما المقصود بالموصوف في الآية السابقة لهذه فهم مؤمنو العرب .
أما القول الثاني: فهو أن المقصود بالموصوفين في الآيتين هم المؤمنون عموما سواء كانوا من العرب أو من أهل الكتاب ،والذي يترجم لدي هو القول بأن الآيتين كلتيهما نزلتا في المؤمنين عموما .
وفي هذه الآية يثني الله على عباده المؤمنين الذين يصدقون القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ،وما نزل على النبيين قبله من كتب ،وهم كذلك مؤمنون دون شك أو ارتياب أن الساعة قائمة ،وأن الله سيبعث من في القبور ،وهو تأويل قوله( وبالآخرة هم يوقنون(أي عالمون ،واليقين معناه العلم دون الشك .