وقوله: ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (اسم الإشارة( أولئك (يعود على من سبقت صفاتهم في الآية من إيمان بالغيب ،وإقامة الصلاة ،وإنفاق من عطاء الله ،وإيمان بالكتب السماوية كلها دون تفريق بين أحد منها ،وكذلك من تصديق بيوم القيامة وما يتخللها من أهوال وقوارع ،فإن الموصوفين بذلك جميعا على هداية من الله وبصيرة ونور ،ومن حيث الإعراب فإن ( أولئك(اسم إشارة في محل رفع مبتدأ وخبره شبه الجملة بعده وهو قوله: ( على هدى من ربهم (وقوله: ( وأولئك هم المفلحون(أولئك ،اسم إشارة في محل رفع مبتدأ هم ،ضمير الفصل ،خبر أولئك ،والمفلحون من الإفلاح وهو الفوز والنجاة ،وقيل: معناه الشق والقطع ،مثلما يقال: أفلح الأرض أي شقها بالحرث ،لتكون صالحة للإنبات والزرع ،وبناء على ذلك فإن ( المفلحون(هم الذين يشقون طريقهم في الحياة فيحتملون المتاعب والمصاعب ،كما تتحقق لهم الأهداف والمطالب ،أو هم الذين يصبرون على طاعة الله بالتصديق واليقين وأداء الواجبات جميعا ليفوزوا بعطاء الله في الدنيا والآخرة .