قوله: (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) وهذه حلقة في سلسلة العطايا والنعم التي حظي بها بنو إسرائيل بما لم تحظ به أمة في العالمين ،وهي حلقة أخرى جديدة تمثل فيها العطاء الرباني الكريم بأجزل ما يكون عليه العطاء وهو بعثهم من بعد أن دكتهم الصاعقة وماتوا ،لقد غفر الله لهم هذه الخطيئة فقرر سبحانه انبعاثهم أحياء بعد أن كانوا أمواتا مدكوكين من شدة الصاعقة القاصمة .
قوله تعالى: (لعلكم تشكرون) كاف المخاطب في محل نصب اسم لعل ،والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر لعل ،ولقد قرر الله انبعاثهم من بعد الموت من أجل أن يبادروا بالشكران ،فعسى أن يكون في هذه المنة الربانية العظيمة ما يستنهض فيهم الفطرة ،أو يذكي فيهم يقظة الحس فيدعوا لله بالامتثال والتذلل ويتوجهوا إليه شاكرين .