قوله تعالى: (وإذ قتلتم نفسا فاذرأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتبون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم ءاياته لعلكم تعقلون ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (.
(قتلتم (جملة فعلية تتألف من فعل وفاعل ،والميم للجمع (نفسا (مفعول به ،منصوب وهذه الآية تأتي في مقدمة هذه القصة المنوطة بمعجزة البقرة ،وذلك من حيث الترابط في المعنى خلافا لتركيبها من حيث النزول مثلما هو حاصل الآن وذلك هو أسلوب القرآن في كثير من هذه النماذج .
لقد قتل فريق من بني إسرائيل واحدا منهم ،طمعا في ماله واستعجالا له قبل أوانه ،ثم ادرأوا فيما بينهم حول هذا القتيل وقوله: (فأدرأتم فيها (الفاء للسببية ،وأصل ادرأتم تدارأتم من الدرء وهو الدفع ،قلبت التاء دالا ،وسكنت لأجل الإدغام ،{[78]} والمعنى: اختلفتم وتنازعتم في كيفية التعرف على القاتل حتى أتيتم موسى عليه السلام ليفصل بينكم (والله مخرج ما كنتم تكتمون (لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع ،(مخرج (خبره ،(ما (اسم موصول في محل نصب لاسم الفاعل (مخرج (أي إن الله جل وعلا سيخرج ما قد تمالأوا على إخفائه وكتمانه .