/م72
فقوله تعالى{ وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها} أسند فيه القتل إلى الأمة وإن كان القاتل واحدا باعتبار ما تقدم من كونها في مجموعها وتكافلها كالشخص الواحد .والتدارؤ تفاعل من الدرء وهو الدفع فمعناه التدافع وهو يدل على أنه كان خصام واتهام ، وكان كل يدرأ عن نفسه ويدعى البراءة ويتهم غيره ، وكان للقاتلين والعارفين بهم حظوظ وأهواء كتموا فيها الحقيقة ولذلك قال تعالى بعد التذكير بالجريمة{ والله مخرج ما كنتم تكتمون} من الإيقاع بقوم برآء تتهمونهم بالقتل لإخفاء القاتل لأنه لا يخفى عليه مكركم .