{ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين} الله أعلم بالإنسان من نفسه ،وهو سبحانه عليم بما هو كائن وما سوف يكون .ومن خلال هذا النص الرباني الكريم يفيض الإعجاز في غاية من الوضوح والبساطة ،وذلك بعد أن تحدى الله جماعة يهود كيما تتمنى الموت ما دام تزعم أنها ورثة الجنة ،فرفضوا هذا التمني فعلا ،لكن الرفض كان مسطورا في علم الله القديم ،وأنه سبحانه يعلم ما سينطق به القوم من قبل أن ينطقوا فقال:{ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين} فهم يخشون الموت لخشيتهم مما بعده من وبال وخسران ،وذلك بما صنعوه من الموبقات والخطايا ،وما قدموه من جرائم ومخالفات ،فهم بذلك آثمون ظالمون لا تخفى حالهم على الله سبحانه .