قوله: ( حنفاء لله غير مشركين به ) ( حنفاء ) ،منصوب على الحال ،من الضمير في اجتنبوا .وكذلك ،( غير ) ،منصوب على الحال{[3109]} و ( حنفاء ) ،جمع حنيف وهو المسلم المائل إلى الدين المستقيم{[3110]} فالمراد بالحنفاء ،المسلمون المائلون إلى الحق ،المستقيمون على الحنيفية السمحة وهي ملة التوحيد .
قوله: ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) هذا مثل فيه من روعة المفردات وعجيب التناسق بين الكلمات المنسجمة ما يرسم للخيال صورة مثيرة تكشف عن فداحة الخسران لهذا التاعس الخاسر .مثل ،يضربه الله لحال الشرك في ضلال مسعاه وفساد قصده ؛إذ يتيه ضالا متخبطا وهو يعبد من دون الله آلهة مصطنعة موهومة ،فمثله كمن انحط ساقطا من أعالي الدرجات إلى الأسافل ،فتظفر به الطير ثم تقطعه تقطيعا أو تعصف به الريح فتهوي به في المهاوي الموغلة في البعد .
وذلك هو شأن الذي يتخبط ساقطا من معالي الإيمان والهداية إلى حضيض الضلال والغواية{[3111]} .