قوله تعالى:{ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ( 8 ) ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ( 9 ) ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 10 )} نزلت كذلك في النضر بن الحارث .وقد كرر مقالته للمبالغة في الذم ؛فقد كان النضر شريرا مؤذيا حديد الكلام ،سليط اللسان بما يفتعله من الحديث المصنوع المفترى ليضل الناس عن دين الله .وهو قوله سبحانه: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) أي يجادل بالباطل ،عن جهل وسفاهة ؛إذ لا سند له في قوله من علم ،ولا هداية من الله ،ولا كتاب مستبين الحجة ؛أي لا يُشفعه في قول عقل سليم ولا دليل من وحي ؛بل مجرد الرأي والهوى .