الضالّ المضلّ
وهذا نموذج آخر للذين يتحركون في الجدال من مواقع الجهل والضياع ويُعرضون عن كل دعوةٍ للعلم والتأمّل والحوار المنفتح على الفكر ...هؤلاء الذين لا يكتفون بضلالهم الذاتي الذي يتخبطون فيه ،بل يعملون على جعل الحياة كلها من حولهم ضلالاً وابتعاداً عن الحق المنطلق من وحي الله .
{ومِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ في اللَّهِ} فيثير الحديث حول الذات والصفات والأقوال والأفعال والوحي والنبوات والمعاد ،ونحو ذلك مما يتصل بالله ،{بِغَيْرِ عِلْمٍ} دون مخزون من الأفكار والتأمّلات الذاتيةٍ التي ينتجها العقل المجرّد أو التجربة الشخصية ،{وَلاَ هُدًى} يتعلمه مما أنزله الله من وحي على رسله ،{وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ} مما كتبه أهل الحق من تعاليم الله عقيدةً وشريعة .