قوله: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) يخاطب الله هؤلاء الأشقياء التاعسين ،الذين خسروا أنفسهم يوم القيامة معنفا موبخا: هل حسبتم أنما خلقناكم للعب أو اللهو .أو لنجعلكم هملا كالبهائم خُلقت لغير حساب أو جزاء .لم نخلقكم لغير فائدة ،بل خلقناكم لنكلفكم ولتناط بكم المسؤوليات والأوامر والواجبات ثم تناقشون الحساب على أعمالكم يوم القيامة .
ذلك هو الإنسان ما جيء به إلى هذه الدنيا للهو والعبث ،أو ليكون لُقى{[3208]} مهملا بغير حساب وإنما خلقه الله لعبادته ،ولينيط به من المسؤوليات على اختلافها وتعددها ما يناسب فطرته وقدرته على احتمال التكليف .وأساس ذلك قوله سبحانه وتعالى: ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ثم يرد يوم القيامة إلى ربه فهو محاسبه ومجازيه على ما فعله من صالح وطالح .