{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} في إنكاركم للآخرة الذي يعني إنكاركم للمسؤولية عن الدنيا كلها ،ليكون الوجود مجرد حالةٍ ضائعةٍ في قبضة العدم ،بعيدةٍ عن كل هدفٍ ،بل هي في خيالكم تمثل اللاّهدف ،واللاّمعنى ،تماماً كمن يبني بيتاً ثم يهدمه ،لتغيب كل ذرات حجارته في الرمال ،لتعصف بها الرياح وتذروها في الفضاء .إن معنى ذلك أنكم تنسبون العبث إلى الله في خلقه عندما تجرّدون الحياة من نتائجها السلبية أو الإيجابية في الآخرة ،عبر إنكاركم لليوم الآخر ،كما لو كانت الحياة خلقت للعبث ،{وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ} لنحاسبكم على أعمالكم في ما أسلفتموه منها من خير أو شر ،ليكون ذلك هو سرّ الأسرار للحياة الدنيا ..