قوله: ( لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ) يقول في ندامة وتحسر وإياس: لقد أغواني المضلون من شياطين الجن والإنس ؛إذ أعموني عن الذكر وهو القرآن أو الإسلام بعقيدته السمحة وتشريعه الكامل ومُثُله وقيمه وتعاليمه الجليلة في الأخلاق والسلوك .أعماني الشيطان من الجن والإنس عن حقيقة الإسلام بعد أن جاءني من الله ،وذلك بما سوّله لي من مناهج الكفر والباطل فأضلني إضلالا موبقا .
قوله: ( وكان الشيطان للإنسان خذولا ) من الخذلان وهو التخلي عن الخاسر في المهالك بعد إضلاله .وذلك هو ديدن الشيطان من الجن والإنس ؛فإنه يفتن الإنسان المغرور المضلل بمختلف الأساليب حتى إذا أغواه وأودى به في الخسران والمهالك تركه وحيدا يلاقي مصيره التاعس المظلم{[3316]} .