قوله: ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) البشر ،عموم بني آدم .فقد خلق الله الإنسان من نطفة مهينة مستقذرة ؛إذ جعلها تمر في مراحل متعاقبة ،طورا بعد طور .بدءا بالجنين ،وانتهاء بالإنسان المكتمل ذي السمع والبصر والحس والعقل والإرادة .
قوله: ( فجعله نسبا وصهرا ) النسب والصهر يعمان كل قربى بين آدميين .وذلك قسمان: ذوو نسب{[3336]} أي ذكور ،يُنسب إليهم .وذوو صهر .أي إناث يصاهر بهن .
قال ابن كثير في هذا المعنى: هو في ابتداء أمره ولد نسيب ثم يتزوج فيصير صهرا ثم يصير له أصهار وأختان{[3337]} وقرابات ،وكل ذلك من ماء مهين .
قوله: ( وكان ربك قديرا ) ودليل قدرته ما ذكره من عجيب صنعه ؛إذ جعل من النطفة المهينة المستقذرة بشرا بنوعيه: الذكر والأنثى ،فكانت الحياة بأطوارها ومراحلها ،وصوره من الأمن والاستقرار والبحبوحة والرحمة .أو خلاف ذلك من الخوف والاضطراب والشظف والظلم .وكذلك كان الناس بشعوبهم وقبائلهم وأفرادهم ومجتمعاتهم .وكل ذلك يدل على قدرة الصانع الحكيم{[3338]} .