قوله تعالى:{والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ( 72 ) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ( 73 ) والذين يقولون ربنا هب لنا من أزوجانا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ( 74 )} هذه بضع من الصفات الجليلة لعباد الرحمان .فهم ( لا يشهدون الزور ) والزور في اللغة بمعنى الكذب .ازورّ عن الشيء ازورارا ؛أي عدل عنه وانحرف{[3358]} وجاء في تأويل الزور في الآية عدة أقوال منها: أنه الشرك .وقيل: أعياد أهل الذمة .وقيل: الغناء .وأظهرها أنه الكذب .والمعنى: أن المؤمنين لا يحضرون مجالس الكذب والباطل .ويحتمل أن يكون معنى الزور إقامة الشهادة الباطلة .فيكون المعنى أنهم لا يشهدون شهادة الزور .
قوله: ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) منصوب على الحال من واو ( مروا ){[3359]} اللغو ،كل كلام أو فعل باطل أو سقط لا أصل له ولا حقيقة .فيدخل فيه الغناء واللهو وغير ذلك مما يستقبح من القول .ويدخل فيه كذلك سفه المشركين ،وأذاهم المؤمنين .وكذلك ذكر النساء بالسفه من القول .فإذا مر المؤمنين بشيء من ذلك فسمعوه أو رأوه ( مروا كراما ) أي أعرضوا عنه منكرين ،لا يرضونه ولا يجالسون أهله .بل يكرمون أنفسهم بالترفع عن مجالسة أهل اللغو من فارغ القول وسقط الكلام .