قوله:{والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} وهذه صفة أخرى من صفات المؤمنين الذين هم عباد الرحمان ؛فإنهم إذا سمعوا التذكرة من المواعظ والحجج والأدلة ،أو سمعوا آيات الله تتلى عليهم ،فإنهم لا يتغافلون عنها ولا يعرضون عن الاتعاظ بها .ولكنهم يتذكرون ويعتبرون وتغمرهم العظة والخشية من الله ؛فهم ليسوا كالكافرين والفاسقين أولي القلوب الغُلْف والآذان الصم الذين لا يتعظون ولا يزدجرون .وهو قوله سبحانه: ( لم يخروا عليها صما وعميانا ) أي لا يتغافلون عنها كأنهم صم لا يسمعون الموعظة أو السداد من القول ،أو عمي لا يبصرون الحق والهدى ؛فإنهم إذا تليت عليهم آيات الله وجلت قلوبهم فوقعوا ساجدين بُكاة ولم يقعوا صمّا وعميا .