{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} أي وعظوا بها وخوفوا{ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} أي بل أكبوا عليها سامعين بآذان واعية ،مجلين لها بعيون راعية .وإنما عبر بنفي الضد ،تعريضا بما يفعله الكفرة والمنافقون من شدة الإعراض والإباء والنفرة ،المستعار لها ( الخرور ) على تلك الحالة استعارة بديعية .لما فيها من إسقاطهم عن الإنسانية إلى البهيمية ،بل إلى أدنى منها ،لأنها تسمع وتبصر ،وقد نفيا عنهم .
وفي التنزيل الكريم من توصيف المؤمنين بوجل قلوبهم لذكره تعالى ،وزيادة إيمانهم إذا تلي عليهم الذكر الحكيم ،آيات عديدة .ولذا قال قتادة فيهم:هم قوم عقلوا عن الله ،وانتفعوا بما سمعوا من كتابه ويرحم الله الحسن البصري ،فقد قال:كم من رجل يقرؤها ،ويخر عليها أصم أعمى .