{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} التي أنزلها الله على رسله مما يفتح قلوبهم على الله وعلى طاعته ،وعلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم من حكمةٍ أو موعظةٍ حسنة ،من قرآن أو وحي سابق منزل ؛فإذا دعاهم الناس إلى شيء من ذلك ليسمعوه ،وليفكروا فيه ،وليعملوا به ،أصغوا إليها بمسامع قلوبهم ،وفتحوا لها كل عقولهم ،ولم يعرضوا كما يعرض الكافرون .{لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} كما يفعل الذين لا يسمعون إذا قُرىء القرآن عليهم ،أو الذين لا يبصرون إذا قدّم إليهم القرآن ليقرأوه .وهكذا يتحرك المؤمن في مصادر المعرفة ليوجّه إليها كل عقله وشعوره ليبني شخصيتهمن خلالهاعلى أساس العلم والإيمان ،وليهتدي بها إلى مواقع الهدى ،لأن المعرفة عنده مسؤوليةٌ وليست مجرد حالةٍ طارئة في حركة الحياة من حوله