{وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} وهو الباطل الذي قد يتمثل بصورة الحق ،وربما كان الظاهر منه شهادة الزور وهو الكذب في مقام الشهادة ،مما يريد أن يوحي به الشاهد بأنه صدق ؛وقد يراد منه اللهو الباطل كالغناء ونحوه ،مما جاءت به بعض الأحاديث المأثورة عن أئمة أهل البيت( ع ) .فقد جاء في الكافي عن أبي عبد الله وجعفر الصادق( ع ) في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قال: الغناء[ 4] ..فيكون المعنى والذين لا يحضرون الزور ،أي مجالس الباطل ..وقد يكون ذيل الآية في الفقرة التالية يتناسب مع هذا المعنىكما يقول صاحب تفسير الميزان [ 5] .
{وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً} والمراد بالمرور باللغو ،المرور بالذين يمارسون اللغو ،ويشتغلون به ،فلا يتوقفون عندهم ليستمعوا إليهم ،أو ليخوضوا معهم فيه ،بل يعرضون عنه ويتابعون طريقهم إلى ما يريدون تنزهاً عن ذلك ،لأن الإِنسان المؤمن لا يفكر في الحياة إلا من موقع الحصول على الفائدة في الدنيا والآخرة ،فلا يتوقف ولا يستغرق في ما لا فائدة فيه ولا منفعة لنفسه وللآخرين